recent
أحدث الموضوعات

بحث علمي يساعد في اكتشاف جزيرتين جديدتين على سواحل الإسكندرية

الصفحة الرئيسية

بحث علمي يساعد في اكتشاف جزيرتين جديدتين على سواحل الإسكندرية

لا شك بأن الغاية القصوى للبحث العلمي هي الوصول إلى نتائج غير تقليدية، وتحليل واستكشاف الأمور بطريقة تساهم في إتخاذ الخطوات التي من شأنها أن تساعد المجتمعات على المزيد من التقدم والازدهار.
سوف نعرض لكم اليوم في موقع يوميات الإسكندرية عملاً بحثيًا خرج عن الإطار النمطي للأبحاث العلمية في مجال الجغرافيا، وتعمق في وثائق نادرة، قادت الباحث لصياغة العديد من الأفكار ذات الأهمية الإقتصادية والاستراتيجية.
سنحاول أن نلقي الضوء على أحد أبحاث الدكتور / وليد نبيل علي ، بعنوان (جزيرة بحرية مصرية جديدة في البحر المتوسط أمام سواحل الإسكندرية)، وفيه يطرح الباحث إقتراحًا فريدًا من نوعه بإنشاء جزيرتين جديدتين في البحر المتوسط على بعد حوالي 22 كم من أقرب نقطة برية لساحل الإسكندرية، اعتمادًا على التفاوت الملحوظ في منسوب المياه بتلك المناطق.
إنشاء جزيرة جديدة أمام سواحل الإسكندرية

المصدر الرئيسي الذي يستند إليه البحث

يعتمد البحث بشكلٍ أساسي على خريطة بحرية لميناء الإسكندرية؛ كانت قد أعدتها هيئة المساحة للجيش الأمريكي خلال فترة الحرب العالمية الثانية، وبالتحديد في عام 1942، وتُظهِر تلك الخريطة التباين في منسوب المياه في منطقة شرق المتوسط بالقرب من سواحل الإسكندرية، حيث تظهر منطقتان بعمق 20 متر فقط، في حين يبلغ متوسط العمق حولهما حوالي 100متر، ولا تقتصر أهمية المنطقتين عند هذا الحد؛ بل تمتد لكونهما تلامسان حدود  المياه الإقليمية المصرية التي تبلغ 12 ميل بحري، كما تزيد أهمية المنطقة نظرًا لعدم وجود الجزر في منطقة شرق البحر المتوسط.

قد يعجبك: افتتاح مركز التميز لأبحاث ودراسات المياه بجامعة الإسكندرية

الضوابط العلمية لتنفيذ مشروع الجزيرة البحرية على سواحل الإسكندرية

يرى الباحث ضرورة المقارنة بين مميزات كلا الموقعين لتنفيذ فكرة إنشاء الجزيرة، والذي سيتم من خلال ردم المنطقة الضحلة التي يقل بها منسوب المياه، وفي كل الأحوال سيتطلب الأمر إعادة مسح قاع البحر في البقعة المختارة وما حولها، وأخذ عينات من التربة لمعرفة مدى تحملها لآلاف الأطنان من الصخور التي ستلقى فوقها عند القيام بتنفيذ المشروع.
ويميل الباحث لاستخدام الصخور الصلبة غير المسامية خلال عملية الردم، خاصة الجرانيت والبازلت، لتقليل تآكل الصخور، بفعل المياه المالحة، وقوة الأمواج، وثقل وزن الردم.
أما بالنسبة ببنية الهندسية للجزيرة، فيعتقد الباحث بأن هبوطاً مستمرًا سيحدث بفعل تآكل الصخور، بمعدل 1 - 2 متر كل 10 سنوات، لذا سيكون من المهم مواصلة نقل الصخور بصفة دورية إلى الجزيرة لتجنب هبوطها وابتلاع البحر لها مع مرور الوقت.
ويعرض الباحث في تلك الورقة البحثية عددًا من الحلول العلمية للتغلب على مشكلة شدة الأمواج في تلك المنطقة.

الأهمية الاستراتيجية للمشروع

تقدر مساحة النقطتين الصالحتين لإنشاء الجزيرة 4 - 5 كيلومتر مربع، وهو مجال متسع يمثل كنزًا جغرافيًا بكل معنى الكلمة، ولا شك بان إمتلاك مصر لجزيرة أو إثنين على بعد 20 كم من سواحل الإسكندرية، سيكون له مزايا عظيمة، أولها وأهمها هو أن المياه الإقليمية في تلك الحالة سوف تبدأ من عند الجزيرتين وليس من عند السواحل المصرية، بالإضافة إلى العديد من المزايا الأخرى نلخصها فيما يلي:
  1. تتيح الجزيرة الصناعية في هذا الموقع الاستراتيجي إمكانية إنشاء قاعدة عسكرية، واستقرار الكثير من القوات بها.
  2. تيسير استكشاف البترول والغاز الطبيعي في المناطق المحيطة بالجزيرة.
  3. الحد من الهجرة غير الشرعية في شرق البحر المتوسط.
  4. إمكانية إنشاء مشاريع سياحية وترفيهية في تلك الجزيرة.
  5. إنشاء ميناء وتقديم الخدمات اللوجيستية للسفن المارة في تلك المنطقة، مما يحقق عائدات كبيرة.

هل تستطيع مصر بمفردها تنفيذ ذلك المشروع؟

سيكون من الصعب أن تقوم مصر بمفردها بتنفيذ ذلك المشروع، لذا يقترح الباحث مشاركة إحدى الدول الصديقة في التنفيذ وتحمل التكاليف المادية، في مقابل منافع ومزايا تحصل عليها من خلال المشاريع المتنوعة المستهدف إقامتها في تلك الجزيرة.

في النهاية لا يسعنا إلا أن نوضح بأن هذا الإقتراح الطموح لا يعد خروجًا عن الإبداع المألوف في علم الجغرافيا، وما شق قناة السويس عنا ببعيد، فلطالما كان التدقيق في الخرائط والوثائق القديمة والمهملة، سبيلاً لابتكار الحلول المستقبلية.

لمناقشة الباحث عبر فيسبوك حول موضوع البحث إضغط هنا

google-playkhamsatmostaqltradent