recent
أحدث الموضوعات

يحيى المشد العالِم النووي المصري

الصفحة الرئيسية

يحيى المشد العالِم النووي المصري الذي اغتاله الموساد


يُعد يحيى المشد واحدًا من أشهر العلماء المتخصيين في هندسة المفاعلات النووية في النصف الثاني من القرن العشرين، وقد دفع حياته ثمنًا لتميزه في هذا العلم، بعد أن كان يقود مشروع المفاعل النووي العراقي الذي سعت إسرائيل بكل قوة للقضاء عليه..
الموساد يغتال يحيى المشد

المولد والنشأة

وُلِد يحيى المشد في 11 يناير 1932 بمدينة بنها، وتعلَّم في مدارس طنطا ثم انتقل إلى الإسكندرية وعاش فيها، والتحق بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية، وتخرج في قسم الكهرباء بها عام 1952.

أرسلته الحكومة المصرية إلى الإتحاد السوفيتي ليحصل على درجة الدكتوراه، وهناك تخصص المشد في هندسة المفاعلات النووية، وبعد حصوله على الدرجة العلمية عاد إلى مصر في 1963.

كل ما تود معرفته عن: أحمد عصمت عبد المجيد

رحلة يحيى المشد العلمية

بعد العودة إلى مصر، عمل المشد في هيئة الطاقة الذرية المصرية، بالإضافة إلى التدريس في قسم الهندسة النووية بجامعة الإسكندرية.

منذ عودته إلى مصر قام الدكتور المشد بالإشراف على العديد من الرسائل العلمية في مجال الهندسة النووية، كما قام بنفسه بكتابة عشرات الأبحاث في نفس المجال.

سافر بعد ذلك ولفترةٍ قصيرةٍ إلى النرويج وقام بالتدريس في جامعاتها، وهناك رفض عرضًا للحصول على الجنسية النرويجية.

بعد العودة من النرويج، عاد المشد إلى كلية الهندسة في الإسكندرية، وتمت ترقيته إلى درجة "أستاذ"، وأصبح رئيسً لقسم الهندسة النووية في عام 1968.

بعد نكسة 1967، تم تجميد البرنامج النووي المصري الذي لم يرَ النور مرةً أخرى، كما توقفت حركة البحث العلمي بشكلٍ تام، وهو ما تسبب في توقف النشاط العلمي للمشد، ودفعه ذلك إلى السفر للعراق، في سبعينيات القرن الماضي.

المشد يقود المشروع النووي العراقي

كان المشد يقوم بالتدريس في الجامعات العراقية، وبالإضافة لذلك وقع عقدًا مع هيئة الطاقة الذرية العراقية، التي رأت الاستفادة بعلمه وخبرته في الإشراف على المفاعلين النوويين العراقيين.

كان صدام حسين (نائب الرئيس آنذاك) قد وقع اتفاقًا للتعاون النووي مع فرنسا عام 1975، ومن هنا بدأ دور الدكتور يحيى المشد في الإشراف على البرنامج النووي العراقي.

في هذا الوقت كانت إسرائيل تعمل بكل قوة لعرقلة البرنامج النووي العراقي، وأعلنت في أكثر من مناسبة بأنها لن تسمح أبدًا بخروجه إلى النور، وقد بدأت تلك التهديدات تضح حين تم تفجير قلبي المفاعلين النوويين العراقيين في فرنسا، وقبل أن يتم شحنهما إلى العراق.

قامت فرنسا بعدها بإرسال شحنات يورانيوم بديلة، ولكنها لم تكن بالموصفات المطلوبة.

اغتيال يحيى المشد في باريس

رفض المشد استلام شحنات اليورانيوم الجديدة، لأنها لم تكن مطابقة للمواصفات، وعندها حدث أمرٌ يبدو غريبًا، إذ أصرت فرنسا على حضور يحيى المشد بنفسه إلى باريس لاستلام شحنة اليورانيوم.

وبالفعل تم تكليف المشد رسميًا من قِبل السلطات العراقية بالسفر إلى فرنسا لاستلام شحنات اليورانيوم، فسافر في 7 يونيو 1980 رفقة مجموعة من زملائه المهندسين العراقيين العاملين معه في مشروع المفاعل النووي العراقي.

أثناء وجوده بغرفته بفندق ميريديان بالعاصمة الفرنسية باريس، تعرض يحيى المشد لعملية اغتيال في 14 يونيو 1980، على يد شخص من المرجح أنه قام بالتسلل إلى الغرفة وانتظاره فيها، حيث تم العثور على جثته بالغرفة، ويتضح من خلالها أنه تلقى ضربة قاتلة على رأسه بآلةٍ حادة.

لم يتم التحقيق في الجريمة بشكلٍ كافٍ من قِبل السلطات الفرنسية، وقيِّدت سريعًا ضد مجهول وسط حالةٍ من التعتيم.

اتجهت أصابع الاتهام نحو جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" وكانت هناك بعض الشواهد التي تؤيد ذلك، ومنها:
  1. منذ حصول العراق على التقنية النووية الفرنسية في منتصف السبعينيات، كانت إسرائيل تهدد علنًا بأنها سوف تفعل أي شئ لإيقاف البرنامج النووي العراقي.
  2. بعد اغتيال المشد بأقل من عام قامت إسرائيل بالفعل بتدمير المفاعل النووي العراقي من خلال قصفه بثمان طائرات من طراز F16 في عام 1981.
  3. قبيل اغتيال المشد، حاول القتلة الإيقاع به عبر عاهرة فرنسية تُدعى "ماري كلود"، ولكنه لم يعرها اهتمامًا، وهي أكدت ذلك في شهادتها، ولكن الغريب أنها قُتلت دهسًا بعد شهرٍ من ذلك، وقُيدت القضية أيضًا ضد مجهول.
  4. أنتج الإعلام الغربي أكثر من فيلمًا وثائقيًا يتحدث عن ضرب المفاعل النووي العراقي، ووردت في تلك الأفلام اعترافاتٍ مباشرة بضلوع الموساد في عملية اغتيال المشد، واعتبار ذلك "خطوة تأمينية ضرورية" في خطة القضاء على المشروع النووي العراقي.
بعد اغتيال المشد، عادت أسرته إلى مصر، ولكن الإعلام المصري لم يهتم وقتها بأمر مقتل العالم العالم الكبير، وربما يرجع ذلك إلى حالة التوتر في العلاقات المصرية العراقية، وقامت العراق بصرف معاش مدى الحياة لأسرته بأوامر من الرئيس العراقي  صدام حسين (ولكنه توقف بعد حرب الخليج الثانية).



google-playkhamsatmostaqltradent