recent
أحدث الموضوعات

طواحين الهواء في الإسكندرية

الصفحة الرئيسية

طاحونة هواء المندرة - طاحونة هواء المنتزه

الطاحونة الهوائية عبارة عن آلة تعمل على استغلال طاقة الرياح وتحويلها إلى أشكالٍ أخرى من الطاقة، مثل الطاقة الكهربائية، وقديمًا كانت الطواحين تُستخدم بشكلٍ أساسي في طحن الحبوب والغلال.
طاحونة المندرة - طاحونة المنتزه

في الغالب يتم بناء طواحين الهواء في المدن الساحلية، نظرًا لقوة الرياح بالقرب من الساحل.


أسباب بناء طاحونتي المنتزه والمندرة

توجد في الإسكندرية طاحونتان أثريتان، تم إنشاؤهما في القرن التاسع عشر في عهد والي مصر محمد علي باشا؛ وهما: طاحونة المندرة وطاحونة المنتزه.

نتيجة لتأثر محمد علي باشا بالثقافة الأوروبية، عمد إلى نقل الكثير من مظاهر النهضة الأوروبية إلى مصر، وكان حريصًا على التبادل الثقافي والصناعي مع الدول الأوروبية، وعلى وجه الخصوص فرنسا.

قد يعجبك: مسجد القائد ابراهيم

أدخل محمد علي طواحين الهواء إلى مصر بغرض طحن الغلال التي تُزرع داخل الأراضي المصرية، مثل: القمح والشعير والذرة.

وكما أشرنا فإن طواحين الهواء ترتبط بموقعٍ يتميز بالرياح القوية، لذا وقع اختيار محمد علي على الجزء الشرقي من مدينة الإسكندرية، فالموقع مواجه للبحر مباشرةً، وتتوفر فيه الرياح في أغلب فترات العام.

أنشأ محمد علي طاحونتي هواء في الإسكندرية في عام 1836م، الأولى تقع داخل حدائق قصر المنتزه الحالية، على يمين المدخل الرئيسي، وتُعرَف بطاحونة المنتزه، أما الثانية فتقع في منطقة المندرة البحرية، وتُعرف بطاحونة المندرة.


من الأسباب التي دفعت محمد علي باشا لبناء الطاحونتين في هذا المكان بالتحديد: قربهما من رشيد، وبالتالي تسهيل طحن الغلال للتجار القادمين من وإلى تلك المدينة، كما أن موقع طاحونتي المنتزه والمندرة يسمح بإمداد الجنود في المعسكرات بتلك المناطق بالغذاء والمؤن، حتى يستطيعوا الصمود طويلًا في حالة ضرب حصار على الإسكندرية من قِبل أي عدو، فالطاحونتان تقعان بالقرب من الساحل وبجوار الخط الدفاعي الأول عن المدينة.

وصف الطاحونتين

تتشابه الطاحونتانِ في الشكل العام، والحجارة المستخدمة في البناء، وكذلك التصميم المعماري، وهو عبارة عن برج إسطواني الشكل، يقل قطره كلما إتجهنا إلى القمة، ويعلوه طاقية خشبية تتوِج الطاحونة من الأعلى.

استُخدِمت الحجارة الجيرية في بناء كلتا الطاحونتين، وترتفع كلُ منهما لحوالي خمسة أمتار.

يوجد في كل طاحونة بابٌ خشبي، يؤدي إلى سُلَّم حلزوني الشكل، يتصل بجدار حائط الطاحونة.

توجد في بدن كل طاحونة منافذ تشبه الشبابيك، والغرض منها هو الإنارة والتهوية.

يؤدي السُلَّم إلى غرفة خشبية مجهزة لطحن الغلال، من خلال تروس خشبية تنتهي بكتلة خشبية (براطيم خشبية) تقوم بهذا الغرض، وهي متصلة بريش الطاحونة الموجودة خارج بدن الطاحونة، وتستمد طاقتها الحركية منها، فالريش الخارجية تبدأ بالحركة والدوران بفعل هبوب الرياح، وبالتالي تتحرك التروس الخشبية وتبدأ عملية طحن الغلال بشكلٍ آلي.

توجد الريش حاليًا في طاحونة المنتزه، بينما لم تعد موجودة في طاحونة المندرة، وإجمالًا فإن طاحونة المنتزه تُعد في حالةٍ أفضل بكثير من طاحونة المندرة، ومن الواضح أن ذلك يرجع إلى وجود الأولى داخل منطقة حدائق المنتزه، مما يوفر لها الكثير من الحماية، بينما طاحونة المندرة تقع في وسط منطقة سكنية ولا تتوفر لها الحماية الكافية.

لإنقاذ طاحونة المندرة من عوامل الإهمال، ومن البناء العشوائي والمخالف الذي يحيط بها من كل اتجاه؛ صدر قرار عام 2009 من الحكومة المصرية بتحديد حرم للطاحونة، لتجريم أي تعديات تحدث داخل نطاق هذا الحرم، وفي عام 2019 تم القيام بعمليات ترميم عاجلة للطاحونة، لإدراجها على الخريطة السياحية للإسكندرية.

وكانت وزارة الآثار المصرية قد قامت أيضًا بعمليات تطوير وترميم لطاحونة المنتزه في عام 2016، وشمل ترميم الأجزاء الخشبية المستخدمة في عملية طحن الغلال.


google-playkhamsatmostaqltradent