recent
أحدث الموضوعات

مسجد القائد ابراهيم

جامع القائد ابراهيم في الإسكندرية

تزخر مدينة الإسكندرية بالعديد من المساجد العريقة ذات التصاميم الرائعة، ولعل مسجد القائد ابراهيم بمنطقة محطة الرمل واحداً من أشهرها، حيث يحمل اسم أحد أشهر القادة العسكريين في تاريخ مصر الحديث، كما يتميز المسجد بتصميمٍ معماريٍ مميزٍ جداً، فضلاً عن دوره الواضح خلال أحداث بالغة الأهمية شهدتها مصر في الألفية الثالثة.

من هو القائد ابراهيم؟

ابراهيم باشا (1789 - 1848) هو ابن والي مصر محمد علي باشا بالتبني، وكان قائداً عسكرياً محنكاً، وبمثابة عضد أبيه القوي، والمنفذ لجميع خططه ومشاريعه، وكان قائداً للجيش المصري في العديد من الحروب الهامة في شبه الجزيرة العربية، حيث قضى على الدولة السعودية الأولى، وفي حرب المورة ببلاد اليونان لإخماد التمرد ضد الدولة العثمانية، كما خاض معارك في الشام ضد الدولة العثمانية نفسها.

نُصب والياً على مصر (أو قائماً على العرش) في حياة أبيه في يوليو 1848 ولمدة قصيرة حتى وافته المنية في 10 نوفمبر من نفس العام.

تاريخ المسجد

تم تأسيس هذا المسجد في نهاية الأربعينات من القرن الماضي وبالتحديد في عام 1948 في الذكرى المئوية لوفاة ابراهيم باشا ابن محمد علي باشا، وتم اختيار موقع المسجد في منطقة محطة الرمل بقلب الإسكندرية على بعد خطوات قليلة من البحر، وعُهِد إلى المهندس الإيطالي ماريو روسي بتصميم هذا البناء المهيب الذي سيحمل اسم القائد ابراهيم مؤسس العسكرية المصرية الحديثة.

ماريو روسي مصمم مسجد القائد ابراهيم

جاء المعماري الإيطالي ماريو روسي إلى مصر وهو في اواخر العشرينات من عمره، ضمن مجموعة من المهندسين الأوروبيين الذين استقدمهم الملك فؤاد بغرض الإشراف على القصور الملكية، وترقى روسي ليشغل منصب كبير مهندسي الأوقاف، وأصبح القائم على أعمال القصور والمساجد في عهد الملك فؤاد.
ومن المعروف أن ماريو روسي كان قد اعتنق الإسلام في عام 1946.

تصميم ووصف المسجد

يُعد مسجد القائد ابراهيم نموذجاً فريداً امتزجت فيه تقاليد العمارة المملوكية مع بعض العناصر المعمارية المشهورة في العمارة الأندلسية؛ فنجد الطابع المملوكي التقليدي واضحاً في القبة والمئذنة وأعلى المحراب والشرفات، بينما تأخذ عقود الواجهات شكل العقود الأندلسية المفصصة.
مسجد القائد ابراهيم من الداخل

يتميز المسجد بمئذنته الرشيقة شديدة الطول، التي صممت على طراز المآذن المملوكية، وتميزت بوجود ساعة فيها.

للمسجد عدة مداخل، وملحق به دار للمناسبات، وتنتشر الزخارف المتنوعة التي تعود لعصور مختلفة على جدرانه في الداخل والخارج.

مسجد القائد ابراهيم وثورة يناير

في الخامس والعشرين من يناير 2011 انطلقت في كل ربوع مصر احتجاجات شعبية حاشدة ضد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، مطالبة برحيله عن الحكم، وقد شهدت الإسكندرية مسيراتٍ مليونية خلال فترة الاحتجاجات، وكانت الباحة الواسعة أمام مسجد القائد ابراهيم مقراً لإنطلاق تلك المسيرات، حيث كان الناس يحتشدون بها مرددين شعارات وهتافات تطالب بتنحي مبارك، وكان يُطلق على هذا المكان خلال تلك الفترة "ميدان القائد ابراهيم"، وكان ميداناً للإعتصام على غرار ميدان التحرير بالقاهرة.

صلاة القيام في رمضان

اشتهر مسجد القائد ابراهيم بإقامة صلاة التراويح والقيام في رمضان، وكان مقصداً لعشرات الآلاف من المصلين الذين كانوا يحتشدون حوله في الشوارع المختلفة مما كان يتسبب في إغلاق بعض الشوارع وتعطل حركة المرور، بسبب الكثافة الكبيرة للمصلين وخاصةً خلال العشر الأواخر من رمضان.
صلاة التراويح في مسجد القائد ابراهيم


google-playkhamsatmostaqltradent