حدائق وقصر المنتزه
يُعد قصر المنتزه والحدائق المحيطة به من أجمل الأماكن في مدينة الإسكندرية، وذلك لما تحويه تلك المنطقة من عوامل جذب مختلفة، فهي تجمع بين الطبيعة الخلابة التي تتجسد في حدائق المنتزه الرائعة، والقيمة التاريخية الكبيرة المتمثلة في مجموعة القصور ذات الطراز المعماري العريق، بالإضافة لما تم إضافته للمنطقة من منشآت سياحية كالفنادق والمطاعم، مع وجود العديد من الشواطئ الخلابة.
تاريخ قصر المنتزه
في صيف عام 1892م، كان حاكم مصر الخديوي عباس حلمي الثاني يتنزه في الطرف الشرقي لمدينة الإسكندرية، وكان يسير بصحبة مرافقيه بمحاذاة الشاطئ، وأُعجِب بشدة بتلك المنطقة، والألسنة الجميلة الممتدة في البحر، ومنذ ذلك اليوم استقر الخديوي على إنشاء قصر (قصر السلاملك) في تلك المنطقة ليكون بمثابة مصيفاً له، على أن تحيط بهذا القصر مجموعة من الحدائق على مساحة شاسعة، يتم زرعها بالأشجار والزهور النادرة.
توالت الإضافات على الحدائق والقصر من حكام أسرة محمد علي الذين خلفوا عباس حلمي الثاني.
حدائق المنتزه الملكية
هي مجموعة من الحدائق الجميلة تمتد على مساحة تُقدر بـ 370 فدان، وتنتشر بها مجموعة من الأشجار العتيقة، والنباتات والزهور النادرة.
كانت منطقة الحدائق مهجورة قبل أن يأمر الخديوي عباس حلمي الثاني بإنشائها، وجلب النباتات والأشجار النادرة فيها.
في عام 1934 أضاف الملك فؤاد "الصوبة الملكية" على مساحة تبلغ 3 آلاف متر مربع، ولا تزال موجودة حتى يومنا هذا، وتضم مجموعة من نباتات الظل، ونباتات استوائية نادرة، وعدد من النباتات الهامة مثل البوتس العملاق، والكريوتا، والكانتيا. كما توجد في الصوبة نباتات كبيرة الحجم مثل الهوكيري، والفيكتوريا، والأراليا.
في النصف الثاني من القرن العشرين تم إنشاء منشآت سياحية متعددة داخل الحدائق لخدمة زوارها من العامة، كالفنادق، والشاليهات، والمطاعم.
كما تطل حدائق المنتزه على خمس شواطئ هي فينيسيا، عايدة، كليوباترا، سميراميس، بالإضافة إلى الشاطئ الخاص بفندق فلسطين.
قصر السلاملك
هو أول قصر أُنشئ في منطقة المنتزه، عهِد الخديوي عباس حلمي الثاني ببنائه إلى مهندس يوناني يُدعى "ديمتري فابرشيوس"، وكان التصميم على الطراز النمساوي الذي كان سائداً في القرن التاسع عشر.
استخدم الخديوي هذا القصر كاستراحة ومصيف له ولعائلته، كما كان يقيم به كبار الحاشية.
في عهد الملك فاروق استُخدِم هذا القصر ليكون مكتباً خاصاً للملك، ومقراً لاستقبال كبار الضيوف.
وصف قصر السلاملك من الداخل
يوجد بداخل القصر 14 جناحاً، أهمها الجناح الملكي الخاص بالملك والذي يطل مباشرة على حدائق المنتزه، ويتميز بشرفة ضخمة جداً تستوعب حتى 100 فرد!
توجد أيضاً ستة غرف فاخرة، وتوجد حجرة تُسمى بـ "الغرفة البلورية" كانت مخصصة للملكة، وترجع التسمية لكون كل شئ بالغرفة مصنوع من البلور والكريستال.
توجد العديد من المدافع الحربية الإيطالية الصنع في حديقة القصر، كان الملك فؤاد قد جلبها لتحصين القصر ضد أي هجوم قد يتعرض له من جهة البحر.
لا يزال القصر يحوي العديد من مقتنيات الملك فاروق والملكة نازلي.
منذ عام 1952 تم تحويل القصر إلى فندق سياحي من الفئة الفاخرة، وعلى درجة كبيرة من الفخامة.
قصر الحرملك
في عام 1926 أراد الملك فؤاد أن يبني قصراً فاخراً على طراز القصور الملكية الإيطالية التي أُعجِب بها كثيراً خلال فترة دراسته في إيطاليا، فعهِد إلى المهندس الإيطالي "أرنستو فيروتشي" ببناء القصر الجديد وتنسيق موقعه.
قام فيروتشي بتصميم قصر الحرملك على نمط القصور الإيطالية، وتحديداً قصر "ماكينزي" في "فلورنسا".
وصف قصر الحرملك من الداخل
يتكون القصر من فناء داخلي مغطى وتحيط به الغرف والأجنحة، ويتكون القصر من ثلاثة طوابق:
- الطابق الأول ويحتوي على عدة قاعات وغرف، أهما غرفة خاصة بالملك وغرفة للطعام.
- الطابق الأوسط وبه حجرات الوصيفات والخدم.
- الطابق العلوي ويحوي جناحي الملك والملكة، وتفصل بينهما شرفة كبيرة.
ومن الخصائص المميزة لتصميم قصر الحرملك من الداخل: الحوش الداخلي المسقوف بالزجاج الملون، ومجموعة من التفاصيل الدقيقة من الزخارف والعناصر المعمارية القوطية، التي تُشكل العمارة المميزة للقصر.
تُحيط بالقصر بعض المعالم الهامة مثل الميناء الملكي، حوش الغزال، وحدائق الصبار.
قصر الحرملك في عهد الملك فاروق
يُعد القصر الأشهر في مجموعة قصور المنتزه، طوره الملك فاروق في أوائل الأربعينيات من القرن الماضي، بنظام معماري يتماشى مع النظام الذي بُنيت به القصور الملكية في المنتزه.
من أشهر الأشياء التي تميز هذا القصر "برج الساعة" ، وكانت تخرج منه أربعة تماثيل ذهبية للملك فاروق عندما تدق عقارب الساعة.
بجوار القصر كانت توجد "سنيما الأميرات" ، وهي عبارة عن حديقة غنَّاء مسورة، وبها حائط كبير مجهز لعرض الأفلام السنيمائية.
في الوقت الحالي القصر غير متاح للزيارة، نظراً للقيام ببعض أعمال الترميم والتجديد فيه.
قصر الشاي
على إحدى الجزر الصغيرة في المنطقة تم بناء قصر أو كشك صغير للشاي، على الطراز الروماني، وكان الملك يتناول فيه الشاي مع حاشيته في وقت العصر ويتناقش معهم في أمور الحكم.
عهد الملك فاروق إلى المهندس المعماري "مصطفى باشا فهمي" بإنشاء كوبري يربط جزيرة الشاي بالقصور الملكلية، ويُعرف هذا الكوبري حالياً بكوبري جزيرة الشاي أو كوبري المنتزه.
ظهر اهتمام الملك فاروق بحدائق المنتزه في قيامه بإنشاء إدارة خاصة بها، تشرف عليها، وعلى إنتاج المحاصيل الزراعية، والدواجن، والنباتات النادرة.
ساعات العمل في حدائق وقصر المنتزه
تُفتح منطقة المنتزه للجمهور بدايةً من الثامنة صباحاً وحتى الثانية عشر منتصف الليل.
رسوم دخول حدائق المنتزه 25 جنيه للفرد و 25 جنيه للسيارة.
قد يعجبك: طواحين الهواء الأثرية في الإسكندرية